الأحد، 12 يونيو 2011

مشكلة المعاملة الإجهاضية الدائمة من الغرب ضدنا


الصحوة الحالية فى مصر تنذر بأن البلاد فى طريقها إلى نهضة رابعة يقودها بطل رابع وأنه أغلب الظن سيسير فى نفس الطريق المهلك الذى سار فيه من قبل محمد على واسماعيل وعبد الناصر : نهضة هائلة فى زمن قصير وتوهج سريع فى كافة المجالات تتم بالانفتاح على أحد مراكز الحضارة العالمية وكان آخرها الاتحاد السوفيتي الذى اعتمد عليه عبد الناصر وقبله فرنسا مع محمد على واسماعيل ولكن هذا الكبير الدولي والذى سنتوهم أنه سيحمينا من الضربة الاجهاضية المرتقبه لن يفعل وسنتلقى الضربة بعد وقت صغير سعدنا فيه بنهضة هائلة يعقبها تراجع كبير على جميع الأصعدة ويستمر لزمن طويل أضعاف وقت النهضة القصير يأكلنا فيه التخلف ويترامى فيه حكماؤنا الاتهامات بلا جدوى ولا طائل فقد تخلوا عن مناصحة البطل قبل قدومه وأثنائه فلن تجدى بعد الضربة الإجهاضية ترامى الاتهامات
أمثلة لتخبط حكمائنا فى تبين هذه المشكلة من الأساس فضلا عن محاولة مناصحة البطل القادم
لم يكن قبل محمد على مثال لضرية إجهاضية ورغم أن النفاذ لما كان يدور فى ذهن محمد على هو من قبيل التخمين لغياب المصادر الأولية إلا أنه يبدو أنه لم يكن يتوقع الضربة الإجهاضية فهو أوقف ابنه إبراهيم عن الزحف إلى أبواب الآستانه معتقدا أن هذا سيكف الدول عنه إذا تصرف بحكمة وامتنع عن احتلال الأستانه رغم قدرته على ذلك وهو الأمر الذى كان سيؤدى إلى انهيار التوازن الدولى بين الدول الأوربية الكبرى وقيام حرب عامة فيما بينها
فلو كان يتوقع الضربة الإجهاضيه ألم يكن التصرف الأفضل هو احتلال الأستانه للحصول عل كارت جديد لمساومة الدول ولعل الاستيلاء على الإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف واشعال التنافس بين الدول الكبرى عليها كان سيفرقهم عن التحالف ضده جميعا كم حدث فيما بعد هذا لو كان يتوقع الضربة الإجهاضية له وذلك من منطلق "أهى  خسرانه خسرانه وعلي وعلى أعدائى"
لهذا هل الحكمة والتعقل وعدم تجاوز الخطوط الحمراء كانت هى الخطة المثلى أم المغامرة وإشعال الموقف الدولى؟ 
أما الآن فإن مواقف مفكرينا منها على سبيل المثال ما يلى
هيكل يمجد عبد الناصر ويرد هزيمة 67 إلى انسياق عبد الناصر وراء الضغط الجماهيري وتدخل أمريكا بنفسها فى الحرب و قرار الانسحاب القاتل للمشير عامر
فهل كان ممكنا تجنب 67؟
توفيق الحكيم يؤلف رواية "أهل الكهف " لتحتفى به أجهزة الدولة الناصرية فيما بعد باعتباره مبشرا بقدوم البطل دون أن تؤثر فيه نهاية محمد على ولا اسماعيل
الكثيرون يشيرون إلى أن فشل نهضة محمد على هو قيام النهضة على فرد واحد ويتمنون لو كان سمح بقيام صناعات وزراعات على أساس القطاع الخاص ويرون أنه كان سيحمل لواء النهضة بعد الهزيمة العسكرية
الكثيرون يشيرون إلى أن سبب تضعضع نهضة اسماعيل وخلعه آخر أمره هو تبذيره الشديد ونزقه وطيشه فى انفاق الأموال
الإخوان ومعارضوا النظام الحالي يرون أن سبب نكسة 67 هو غياب الديموقراطية ولو أن عبد الناصر كان ديموقراطيا لما حدثت هزيمة 67
الإخوان وجماعات الإسلام السياسي يرون سبب نكسة 67 هو البعد عن الإسلام
جماعات الإسلام السياسي ترى أن محمد على خرج بحربيه غلى الدولة العثمانية على قاعدة الولاء والبراء وأنه بهذا يستحق ما جرى له
عباس الأول حفيد محمد على يقول "كان جدى يسمى نفسه الحاكم الأوتوقراطي ولكن الحقيقة أن جدى كان أوتوقراطيا على شعبه وأبنائه فقط أما قناصل الدول فقد كان أطوع لهم من بنانهم"
من السهل اجتزاء أسباب لكل واحد من الثلاثه لكن وضعهم جميعا بجوار بعضهم البعض يقطع أن هناك معاملة مشتركة عوملها الثلاثه وإلا فلماذا نهاياتهم واحده رغم اختلاف شخصياتهم وتصرفاتهم وأزمانهم ولا يوجد قاسم مشترك بينهم إلا ترأسهم نفس الدوله ثم هل أصحاب نهضات اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والهند والصين ...إلخ من أمثال ميجى ومحاضر محمد وشن كاي شك   وهى النهضات الناجحة التى لمم تتلق ضربات اجهاضية كانوا مبرأين من العيوب ؟!!
الكثيرون يقارنون بين فشل مصر ونجاح اليابان أو ماليزيا أو كوريا الجنوبية وينطلق بعد ذلك إلى جلد ذات بنى وطنه والزعم بأن السبب هو "إن احنا فين فينا وفينا ...." لكن قراءة تاريخ محمد على وحفيده اسماعيل والحاضرين لهزيمة عبد الناصر 1967     ما يجعل من يتجاهل تأثير العداء الغربى فى هذا الفشل مجانبا للحقيقة وهو واضح تماما ولا يجوز الادعاء أن القائلين بهذا منا إنما يريدون تعليق أخطائنا على شماعة الآخرين وليس الهدف من طرح الحقيقة الاستسلام ولكن حسن تقدير الأمور والعواقب فإن ظهر منا بطل جديد يقيم نهضة رابعة فعلينا فمن العبث تكرار بذل الغالى والرخيص كما حدث فى آخر نهضة : نهضة عبد الناصر دون توقع ضربة رابعة تردنا إلى الوراء أحقابا كما حدث فى حرب 67 وتذهب فيه كل جهودنا أدراج الرياح للمرة الرابعة 
لم نسمع أن حكماء الأمة إبتداءا من رفاعه الطهطاوي إلى عصرنا الحالي ونستطيع أن نذكر الكثيرين منهم من هيكل إلى نجيب محفوظ إلى أحمد زويل ... إلخ لم يقترحوا حلا بل ولم يذكروا أن هناك مشكلة معاملة إجهاضية دائمة من الغرب ضدنا وأغلب الظن أنهم لم يتبينوها كما تبينها الرافعى فى كتابه عصر محمد على حيث فال مقارنا بين نصرة الغرب لليونان عسكريا للحصول على استقلالها وبين محاربة الغرب لمصر لمنعها من ذات الهدف وهو الاستقلال عن الدولة العثمانية وذلك فى نفس الوقت وأن كل الفرق هو أن اليونان هزمت فى الحرب أما مصر فانتصرت فيها معللا ذلك بأنه الفرق بين معاملة الغرب لأمة شرقية وأمة أوربية أو بين أمة اسلامية وأمة مسيحية
لمزيد من التفاصيل برجاء مراجعة جروب " محبى محمد على باشا(افضل شخصيه سياسيه لمست مصر)"

يا جماعة لازم نتأمل التاريخ علشان نستفيد منه عبر للمستقبل مش بس نعجب بالرجل وفى تشابه كبير بين تاريخه وأحوالنا الحالية
الملكيين المصريين
Egyptian royalists
تتشابه بشدة نهضة عبد الناصر مع نهضة محمد على من حيث التصنيع الواسع للبلد واتجاه كل ذلك لخدمة الجيش والطموح الإقليمي لكن محمد على كان أكثر فى الكفاءة الشخصية والحكمة وبعد النظر من عبد الناصر فشاد ملكا عظيما لا تزال آثاره ماثلة إلى الآن وهذا موضوع للنقاش
شن محمد على 6 حروب لم يخسر منها إلا القليل (بعض معارك الوهابيين والسودان ومعركة نفارين 1827 وحرب الشام الثانيه)  أما عبد الناصر فلم ينتصر فى حرب دخلها قط
كان عبد الناصر وجها أجمل من محمد على لمصر فى العالم فقد سحر شعوب العالم بوقوفه ضد الدول الثلاث وثوريته ولم يكن له مآرب شخصيه كمحمد على فكا ن ثوريا طاهرا إلا أن الحكمة وبعد النظر لم تكن من صفاته كنظيره فقد أمم قناة السويس دون أن يتوقع حتمية الحرب وشن الحرب فى اليمن دون هدف محدد أما محمد على فكان مشهورا بالحكمة وبعد النظر
إن دولة السودان هى نتاج تأسيس محمد على والخرطوم عاصمته كانت أيضا تأسيسه ولا تزال إلى اليوم عاصمة السودان
وقال عنه الجبرتى وهو المتحامل عليه الشديد الانتقاد له يصفه بعد ورود الخبر إليه بهزيمة جيشه فى حرب الوهابيين " ووصل الخبر إلى القلعة فلم يتزلزل الباشا وشرع فى تجهيز حملة أخرى"
وأبدى الباشا من الجهود فى تجهيز الحملة ما يعجز عنه الوصف ولو جمع إلى ذلك شيئا من العدل والانصاف لأصبح أعجوبة زمانه"
إذن فهو رغم كفاءته العاليه لكنه كان ينقصه العدل والانصاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق