الأحد، 5 يونيو 2011

الثورة البرتقالية في أوكرانيا.. تألق وسقوط


 06.02.2010  15:59

الثورة البرتقالية في أوكرانيا.. تألق وسقوط

الثورة البرتقالية في أوكرانيا.. تألق وسقوط
حصلت في أوكرانيا منذ حوالي خمس سنوات ،نهاية العام 2004، نتيجة لانتخابات رئاسية ، ثورة سميت بالبرتقالية. بدأت هذه الثورة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية  عندما اعلن عن فوز  رئيس الوزراء آنذاك و زعيم المعارضة حاليا فيكتور يانوكوفيتش ، الا أن منافسه الرئيسي ،زعيم المعارضة آنذاك فيكتور يوشينكو لم يعترف بهذا الفوز ، وهنا  تحول "ميدان" الاستقلال في العاصمة كييف الى حاضنة لعشرات الآلاف من المواطنين الذين خرجوا لتأييد يوشنكو ليتحول احتجاجهم الى عصيان مدني شل مؤسسات الدولة .
آنذاك كانت مشاعر الناس متعطشة الى التحولات و التجديد و لكل ما هو افضل . فقد توقع الناس أن ينتج عن الانتخابات تغيير في النظام القضائي وان يتم  القضاء على الفساد وان تقوم الشرطة  بتحسين معاملتها  للناس ، ويجري  انحسار للبيروقراطية و وتزول العقبات أمام ممارسة الأعمال الحرة .
وجرت أثناء الاحتجاجات محاولة تسميم فيكتور يوشينكو التي لم تثبت قضائيا ، ولكنه استطاع استغلال ذلك الحدث لتجنيد الناخبين فاشتعلت الثورة البرتقالية و طغى في ميدان الاستقلال في العاصمة كييف اللون البرتقالي .
هزت المشاركة الواسعة للجماهير و المواطنين ليس فقط اوكرانيا، بل الفضاء السوفيتي و العالم كله . وانتشر في وسائل الاعلام العالمية مصطلح "الثورة البرتقالية" التي تمسك بها المواطنون الاوكرانيون تعبيرا عن مثلهم السامية .
الا أن الكثير من المحللين و السياسيين الذين تابعوا تطور تلك الأحداث ، ومنهم آنا غيرمان،نائبة رئيس حزب الأقاليم فيكتور يانوكوفيتش  ، اعتبروا أن ما حدث هو تزوير للانتخابات و أن الثورة البرتقالية استغلت الناس – الذين كانوا يسعون للحصول على حقوق اوسع – كأدوات في لعبة الوصول الى السلطة.
ولنرى ماذا حققت الثورة من انجازات و تغييرات ؟ اولا يجب الاعتراف أن اوكرانيا أصبحت بفضلها أمة واعية سياسيا ، وأن الشعب الاوكراني أصبح يشعر بأنه يعيش في دولة مستقلة ذات سلطة مستقلة و أصبح هناك المزيد من حرية التعبير .. كذلك فهم العالم ان اوكرانيا مستقلة عن روسيا و أنها ليست روسيا . والانتخابات المتعددة التي جرت بعد ذلك أثبتت بوضوح ترسخ الممارسة الديمقراطية في البلاد وأصبحت حرية التعبير أمرا اعتياديا و ليس استثنائيا .
ومع ذلك، تعتبر نائبة رئيس حزب الأقاليم أن حرية التعبير عن الرأي هي ليست اتاحة المجال للحديث من دون اعارة أهمية للرأي العام ، بل هي عندما يؤخذ بآراء المواطنين و الصحفيين ، وعندما تجسد هذه الآراء في عمل الرئيس و الحكومة و البرلمان .
ومن نتائج الثورة البرتقالية أيضا ، وحسب آخر استطلاعات للرأي العام جرت في روسيا ، أن روسيا و اوكرانيا تحولتا من صديقين حميمين الى خصمين محتملين .وكما يقول أندريه باروي ،عضو المجلس التنفيذي في تكتل "اوكرانيا لنا" : من أكبر الهفوات في أداء السلطة في اوكرانيا هو فشل سياسة الكادر ، فقد واجه الرئيس الاوكراني يوشينكو معضلة تحقيق التوازن بين فروع السلطة واضطر  قبل انتخابات الاعادة، و تحت الضغط ،الى الموافقة على اجراء تعديلات دستورية نقل بموجبها بعض صلاحيات الرئيس الى البرلمان ، خاصة ما يتعلق منها بتشكيل الحكومة فأصبحت اوكرانيا جراء ذلك دولة برلمانية-رئاسية أنتجت أرضية لمواجهات مستمرة بين الرئيس و البرلمان و الحكومة.
وخلال طيلة السنوات الخمس الماضية، التي أعقبت الثورة البرتقالية كانت اوكرانيا رهينة لمواجهات سياسية مستمرة .
وخلال فترة حكم "البرتقاليين" انخفض اجمالي الناتج القومي الداخلي بنسبة خمسة عشر بالمئة و تضاعف عدد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر ، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية مرات عديدة . و من حيث الفساد تأتي اوكرانيا في مقدمة دول العالم بعد الصومال..
لقد أثبتت الثورة البرتقالية اليوم أنها كابوس مؤرق قد زال ، وخيبة أمل ممن وعدوا و لم يفوا بالوعد ، ومبعث أسف على آمال لم تتحقق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق