الأحد، 12 يونيو 2011

لخطأ والصواب فى حسابات محمد على وعبد الناصر ومن لف لفه و اتخذه مثلا أعلى كصدام حسين والقذافى – تأمل فى فكرهم الاستراتيجى الذى أثر على حياة كل واحد منا


ا
لا يمكن الحكم بسهولة على حسابات كل منهم ولكن لنبدأ بمحمد على وهو أصعبهم لغياب المصادر الأولية كرسائله إلى الباب العالى وقناصل الدول ومراكز التأثير الدولي فى عهده ولو توافرت لنا لتيسر انا فهم طريقة تفكير الرجل - حيث لم يكن فى عهده التقدم التكنولوجى الحالى وبالتالى لا نتوقع أن يكون له خطابات عامة كعبد الناصر وصدام ولكن له أقوال مأثورة يبدو أنه كان يقولها لجلسائه تكشف فكر الرجل مثل
قوله فى رفض مشروع وصل البحرين " أنه لن يفتح بوسفورا جديدا فى مصر" متنبئا بمشابهتها للبوسفور العثماني الذى بسببه خاضت الدولة العثمانية العديد من الحروب ضد الروسيا ومتنبئا بالمشاكل الكبيرة الذى سيثيره هذا المشروع لمصر
قوله فى أزمة حرب الشام الثانىة " إن الدول المتحالفة تتهددنى بغزو البلاد ؛ حسنا فليفعلوها فلسوف تقاتلهم الأجنة فى بطون أمهاتها"
" إننى لن أتردد فى إعدام أحد أبنائي إن كان فى ذلك مصلحة مصر"
"الفلاح المصري ولي نعمتى"
"إن الفلاحين عندى إن تركت لهم الحرية فى الزراعة فلن يزرع إلا ما يكفى احتياجاته فقط"
فما الذى دفعه إلى دخول حرب اليونان؟
ولماذا كانت حرب الشام الثانية1839 ؟ الجواب أنها كانت بسبب حرب الشام الأولى 1831 ولماذا كانت هذه الحرب ؟ الجواب لأطماع محمد على التوسعية وهى نفسها التى راودت عبد الناصر وصدام والقذافى
وما الذى دفعه إلى مقاومة الدول الأوربية المتحلفة ضده فى حرب الشام الثانيه 1839؟ حتى خسر الجلد والسقط؟ الوارد فى كتب التاريخ أن فرنسا جرأته على المقاومة ثم خذلته

وما الذى دفع عبد الناصر إلى نكسة 1967؟ إن آخر أقوال هيكل صديقه المقرب أن الرجل كان يحاذر الانجرار إلى حرب مع إسرائيل بل وأنه صرح بذلك علنا 1965 أن تقوية الدول العربية ووحدتها هو خطته وأنه يتجنب مواجهة إسرائيل عسكريا لأنه لا يعلم عاقبتها أو على حد تعبير هيكل " أنه كان يتجنب الحرب لأن فى الحروب تتحدد مصائر الدول بجندي واقف على معبر مثلا"  وفى خطابه الذى أشار إليه هيكل يقول عبد الناصر أن  سحب القوات من اليمن هو ما يجب فعله أولاإذا كان ولا بد من الحرب – وهو المنطقي عقلا - وحيث أنه لم يفعل فإن هذا يثبت إلى جانب كلام هيكل وسير الأحداث أن الرجل انجر إلى نكسته انجرارا وأن اسرائيل اختارت له المكان والزمان
إلا أن هيكل يعود ويضطر رغم صداقته الوفيه للرجل إلى الاعتراف بأن الرجل انجر إلى الحرب تحت ضغط الجماهير المنساقة وراء الدعايات التى كان يطلقها ولم يعد باستطاعته مقاومة الضغوط الجماهيرية رغم أن رأيه الشخصي هو تجنب الحرب
إلا أن حسابات عبد الناصر الشخصية أن الاتحاد السوفيتي لن يسمح بهزيمة مصر وأن أمريكا سوف تغل يد اسرائيل عن التمادى فى الانتصار تجنبا لتدخل الاتحاد السوفيتى مما سيضطرها لمساندة اسرائيل مما سيؤدى لقيام حرب عالمية ثالثة وهو ما يشابه حسابات محمد على حين انساق وراء مظنة أن فرنسا ستحميه من التحالف الدولى
أما صدام حسين الذى كان يرى فى عبد الناصر مثله الأعلى فقد أهاج حربا على إيران وعلى الكويت وفى كلتا الحالتين كان هو البادئ بوضوح إلا أن بعض معجبيه يلقون بالتهمة على الطرف الآخر بزعم أن إيران استفزته بمحاولتها تصدير الثورة والكويت استفزته بسحبها النفط من تحت أراضيه
أما صدام ففى حرب إيران كان يعتمد على تأييد الغرب له وفى حرب الكويت كان يظن أن الاتحاد السوفيتى - ولم يكن قد انهار بعد لكنه كان يلفظ أنفاسه الأخيرة – سوف يتدخل فى اللحظة الأخيرة لصالحه
أما حربه الأخيرة مع أمريكا 2003 فأعتقد أنه لا يلام عليها إذ لم يكن أمامه من سبيل لثني أمريكا عن غزو بلاده فقد كان واضحا شدة اندفاع أمريكا لغزو بلاده دون أن تترك له مهربا لتجنب الحرب
أما القذافى فقد كان له حرب فى تشاد هو الآخر ولا تختلف كثيرا عن حروب صدام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق